تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي (ت 606 هـ)
المسألة الثالثة: في الصلصال قولان: قيل الصلصال الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار. قالوا: إذا توهمت في صوته مداً فهو صليل، وإذا توهمت فيه ترجيعاً فهو صلصلة. قال المفسرون: خلق الله تعالى آدم عليه السلام من طين فصوره وتركه في الشمس أربعين سنة، فصار صلصالاً كالخزف ولا يدري أحد ما يراد به، ولم يروا شيئاً من الصور يشبهه إلى أن نفخ فيه الروح. وحقيقة الكلام أنه تعالى خلق آدم من طين على صورة الإنسان فجف فكانت الريح إذا مرت به سمع له صلصلة فلذلك سماه الله تعالى صلصالاً.

 تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ)
الصلصال: الطين اليابس الذي يصلصل وهو غير مطبوخ، وإذا طبخ فهو فخار

 قالوا: إذا توهمت في صوته مدّا فهو صليل، وإن توهمت فيه ترجيعاً فهو صلصلة.

 تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ)
{ من حمأ } اى كان ذلك الصلصال من طين تغيروا واسود بطول مجاورة الماء

 تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ)
يقول تعالـى ذكره: ولقد خـلقنا آدم وهو الإنسان من صلصال. واختلف أهل التأويـل فـي معنى الصلصال فقال بعضهم: هو الطين الـيابس لـم تصبه نار، فإذا نقرته صَلَّ فسمعت له صلصلة
وأما قوله: { مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ } فإن الـحمأ: جمع حمأة، وهو الطين الـمتغَيِّر إلـى السواد. وقوله: { مَسْنُونٍ } يعنـي: الـمتغير.
واختلف أهل العلـم بكلام العرب فـي معنى قوله: { مَسْنُونٍ } فكان بعض نـحويـيِّ البصريـين يقول: عُنـي به: حمأ مصوّر تامّ. وذُكر عن العرب أنهم قالوا: سُنّ علـى مثال سُنَّة الوجه: أي صورته. قال: وكأن سُنة الشيء من ذلك: أي مثالَه الذي وُضع علـيه. قال: ولـيس من الآسن الـمتغير، لأنه من سَنَن مضاعف.
وقال آخر منهم: هو الـحَمَأ الـمصبوب. قال: والـمصبوب: الـمسنون، وهو من قولهم: سَنَنْت الـماء علـى الوجه وغيره إذا صببته.
وكان بعض أهل الكوفة يقول: هو الـمتغير، قال: كأنه أخذ من سَنَنْت الـحَجَر علـى الـحجر، وذلك أن يحكّ أحدهما بـالآخر، يقال منه: سننته أَسْنُّه سَنًّا فهو مسنون. قال: ويقال للذي يخرج من بـينهما: سَنِـين، ويكون ذلك مُنْتناً. وقال: منه سُمَّيَ الـمِسَنّ لأن الـحديد يُسَنُّ علـيه.
حدثنـي الـمثنى، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنـي معاوية، عن علـيّ، عن ابن عبـاس، قوله: { مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ } يقول: من طين رَطب.